باريس ــ نبيل عبدو
ذراعه تغلّفها، أنامله تداعب بطنها كضرير يمرّر أصابعه على تضاريس كتابة كي يقرأ حياته. أذناه تحاولان كتابة معزوفة شهيقها وزفيرها على إيقاع دقات قلبها، فبعد هذه الليلة لا يريد أن يستمع إلّا لتلك المقطوعة. أنفه ينتشي بعبق جسدها الذي يفوح بعطر التراب المبلل بالمطر. تضيع عيناه في ليل ضفائرها. يحاول لمّ شمل أعضائه المبعثرة على السرير، كل جزء من جسده وجد مكانه، لكنه لا يزال يبحث عن باب ليدخل حواسها معلناً الثورة في قلبها. كان لا بدّ من رص الصفوف وسط هذه الفوضى. وهو يمسح بيده بطنها الحريري، وقع إصبعه على صرّتها النابضة ببرودة الثلج: هنا كانت ثورتها الأولى. كان يعشق ثورتها الدائمة. يداعب يدها، يبحث عن كفّها ليمسكه علّه يلتقط روحها، يلثم كتفها، ينتابه شعور بالراحة ممزوج بالقلق، فروحه اعتادت الرتابة. تتقلب بين يديه كفراشة تتخبط في شرنقتها قبل أن تطير. هي في سبات عميق، هو ينظر إليها، يشتهي ارتشاف شفتيها، يريد أن يحدّثها، أن يحكي لها كيف أن الاستعارات كلها قد سقطت أمام حقيقتها، كيف أنها تسكن في كل شيء: شوارع باريس وأزقتها، دهاليز غرفته، التظاهرات، المطار، بيروت، حتى في قهوته ودخان سيجارته. يريدها أن تستيقظ ليطلب منها أن تمزج عسل عينيها في القهوة الصباحية، وليروي لها كيف فقد اللغة حين سمع ترانيم صوتها، ليعتذر منها لأنه لم يكن بحجم ثورتها. في ساعات الليل الأخيرة يعلن المؤذن قدوم الصباح. ينظر إلى عينيها ويتمتم: عذراً أيها الشيخ، فقد سبقتك إلى الصلاة.
ذراعه تغلّفها، أنامله تداعب بطنها كضرير يمرّر أصابعه على تضاريس كتابة كي يقرأ حياته. أذناه تحاولان كتابة معزوفة شهيقها وزفيرها على إيقاع دقات قلبها، فبعد هذه الليلة لا يريد أن يستمع إلّا لتلك المقطوعة. أنفه ينتشي بعبق جسدها الذي يفوح بعطر التراب المبلل بالمطر. تضيع عيناه في ليل ضفائرها. يحاول لمّ شمل أعضائه المبعثرة على السرير، كل جزء من جسده وجد مكانه، لكنه لا يزال يبحث عن باب ليدخل حواسها معلناً الثورة في قلبها. كان لا بدّ من رص الصفوف وسط هذه الفوضى. وهو يمسح بيده بطنها الحريري، وقع إصبعه على صرّتها النابضة ببرودة الثلج: هنا كانت ثورتها الأولى. كان يعشق ثورتها الدائمة. يداعب يدها، يبحث عن كفّها ليمسكه علّه يلتقط روحها، يلثم كتفها، ينتابه شعور بالراحة ممزوج بالقلق، فروحه اعتادت الرتابة. تتقلب بين يديه كفراشة تتخبط في شرنقتها قبل أن تطير. هي في سبات عميق، هو ينظر إليها، يشتهي ارتشاف شفتيها، يريد أن يحدّثها، أن يحكي لها كيف أن الاستعارات كلها قد سقطت أمام حقيقتها، كيف أنها تسكن في كل شيء: شوارع باريس وأزقتها، دهاليز غرفته، التظاهرات، المطار، بيروت، حتى في قهوته ودخان سيجارته. يريدها أن تستيقظ ليطلب منها أن تمزج عسل عينيها في القهوة الصباحية، وليروي لها كيف فقد اللغة حين سمع ترانيم صوتها، ليعتذر منها لأنه لم يكن بحجم ثورتها. في ساعات الليل الأخيرة يعلن المؤذن قدوم الصباح. ينظر إلى عينيها ويتمتم: عذراً أيها الشيخ، فقد سبقتك إلى الصلاة.
حبيتها كتير.. منتهى الشاعرية.. ما بعرف كيف أوصف لك.. حلوة كتير.
ReplyDelete*دلال*
شكرًا دلال! يللي قلتي أبلغ من أي وصف :
ReplyDeleteسلام رفيقة!