Free counter and web stats

Sunday, April 26, 2009

عن مصيرية الانتخابات وتحرير الأشرفية


في هذه الظروف المفصلية من تاريخ لبنان الحديث والعظيم (طبعًا لأن الشعب سيقرر أي منعطف سيسلك الوطن للوصول الى الخلاص أو للرجوع الى أمجاد الفينيق وسويسرا وباريس الشرق) تكمن مصيرية الانتخابات النيابية في لبنان. الانتخابات قي لبنان كما في جميع الدول التي تنعم بالديموقراطية (لا يهم ان كانت ديموقراطية طوائف أو ديموقراطية اثنية أو ليبرالية فالمهم أنها تسمى ديموقراطية فبالتالي هي خير على الانسانية) هي من أهم أدوات المشاركة في الحياة العامة وتقرير منحى السياسات العامة التي ستتبعها مؤسسات الدولة وهي طبعًا وسيلة محاسبة لممثلين الشعب (حتى لو ممثلين الشعب هم نفسهم منذ خمسين سنة، لا يتغيرون أو يتغيرون كل عشرين سنة) فتتيح الانتخابات تشكيل حكومة تتبع سياسات الأطراف التي تربح الانتخابات (ذلك بغض النظر عن أن ديموقراطية لبنان توافقية وطوائفية فبالتالي لو ربح الحزب الشيوعي أو الشيطان الأصفر عليه أن يمثل في حكومته كل الطوائف والجهات السياسية ان كانت خاسرة او رابحة، وكل القرارات يجب أن تكون بالتوافق لأننا كلنا أخوة واذا الأخوة لم يتوافقوا الله يستر!) فنظرًا لم سبق، لا بد من متابعة وسائل الاعلام وبرامج المرشحين المصيرية.

وانا أفلفش المواقع الاكترونية الآذارية لفت نظري مقال على موقع 14 آذار بعنوان: "ماذا بعد 7 حزيران؟" وفي بدايته تطرح الكاتبة السؤال التالي: "هل تفوز حركة 14 آذار التي تقود ثورة الارز، لاكمال ما بدأته؟ أم تفوز حركة 8 آذار التي تقود مسيرة شكراً سوريا واهلاً ايران، لانهاء ثورة الارز؟" وتظهر في المقال: صورة وسط مدينة بيروت وقلبها النابض مقسمة الى نصفين: نصف يظهر داون تاون يعج بالسواح ونصف آخر يظهر اعتصام المعارضة المفتوح وما يجمع النصفين هو صندوق اقتراع. الرسالة واضحة، فيا أيها الناخب عليك أن تختار بين لبنان السياحة والوسط البحت التجاري وبين لبنان الاعتصامات والتعطيل لأن في ذهن الكاتبة و 14 أذار عمومًا لديك الحق في التظاهر والاعتصام شرط ألا تعطل حياة الناس وإلا أنت عدو الازدهار! والكل يعلم أن أي اعتصام ينجح حين يعطل الحياة في البلد!هكذا تجري العادة في البلاد "الحضارية" والتي تحب الحياة كفرنسا!
نعم الخيار واضح: الدولة أم اللادولة، الحضارية أم البربرية، ثقافة الحياة أم ثقافة الموت، وطبعًا بين لبنان عربي أو لبنان أعجمي! لكن بالنهاية لا تهم النتيجة فلبنان تحكمه الديموقراطية التوافقية...


لكن الحرس الثوري لانتفاضة الأرز يقابله أشاوس محاربة الفساد وحاملو راية العلمانية (كسليمان فرنجية ونبيه بري وطلال أرسلان) ويقودهم أسد المسيحيين ميشال عون طبعًا (كما سمته ممثلة قضايا المرأة النائبة الصامتة جيلبرت زوين) فهم يعرفون مصلحة الوطن ويوفرون علينا عبء التفكير فعلينا أن نفكر صح أي أن نصوت ل8 آذار. وعلى الشابة أنت تكون جميلة وشاطرة فتصوت للتيار العوني (علمًا أن هناك مرشحة واحدة في التكتل) فهم سيحصنون لبنان من الوصاية الأجنبية أيًّا كانت! (لا ارتباط لهم بسوريا وايران والولايات المتحدة وأنظمة الاعتدال العربية) وهم شرفاء لا يشترون أصوات الناس بل يكافئونهم فقط لأنهم فكروا صح! لا يهم لأننا نحن في ديموقراطية توافقية والتوافق محتم علينا كأخوة حتى لو اتهمت اخيك بالخيانة والعمالة لصالح اسرائيل...

بالرغم من كل ذلك، يوجد هناك قضايا توحد الفريقين، بالأحرى قضية واحدة وهي: تحرير الأشرفية! فعند الفريق الثوري تبرز نايلة جبران غسان التويني محررة النساء وحاملة راية الشباب (اذا انتخبت سنحصل على بطاقات تتيح لنا خصومات عدة تصل الى 50% خلال شهر التسوق) وأيضًا الكبار والمدافعة عن شرف الأشرفية (وربما تتمنى أن تستشهد في سبيل الأشرفية كما فعلت جان دارك في سبيل فرنسا) أما عند الفريق المقاوم الطاهر لدينا اللواء أبو جمرة الذي يهب نارًا لتحرير الأشرفية من تيار المستقبل! هو أنسب شخص لأن لديه عصب ارثودوكسي قوي، على حد تعبير أسد المسيحيين! على كل اللبنانيين ان يحسدوا سكان الأشرفية لأنه في كلا الحالتين ستحرر هذه المنطقة المغبونة!

بالفعل انتخابات مفصلية، فمصير لبنان والأشرفية على المحك. لكن في نهاية المطاف النتيجة لا تهم لأننا في ديموقراطية توافقية وحتم علينا التوافق. ولأن نتيجة الانتخابات واحدة: اعادة انتاج النظام الطائفي والطبقي على حساب السواد الأعظم من اللبنانيين لأنه مهما حصل، "المعارضة" والموالاة ملتزمتين ببرنامج باريس 3، بيع مرافق الدولة وتسليم قرارنا السياسي والاقتصادي الى المتمولين من طوائفهم أو من أسيادهم المعتدلين منهم أم الممانعين

انتخابات مصيرية بالفعل!

No comments:

Post a Comment

 
View blog authority Global Voices: The World is Talking, Are You Listening?
دوّن - ملتقى المدونين العرب Globe of Blogs http://rpc.technorati.com/rpc/ping Blog Directory